أصلاحات شرب لحميدة بفلسين

عنوان مسرحية التغيير والأصلاح التي تصدرت شبابيك التذاكر من على مسرح البرلمان ..
فصول مسرحية غريبة عجيبية يتبادل أبطالها الأدوار – بين أدعائات – تغيير شامل, شلع قلع, نحچي معلگ, أكتمل النصاب, ويانه لو علينه, أقالة رئاسات, قرار المحكمة, يرجع الرئيس, لا ما يرجع … الجماهير في حيرة وقلق عيوننا شاخصة على التلفاز مرة هذا المحلل العبقري يٌنظر, مرة ذاك السياسي يتهم ويتوعد, مرة هذا الأعلامي يٌصعد, مرة ذاك البرنامج يٌفند, والضغط والسكر عند العراقيين يصعد وينزل “تگول ديلاب الهوه”..
ألم يكن الواجب إن يتم طرح إسماء من تم أختيارهم كوزراء جدد من قبل – قادة التغيير – حسب نظرية سياسي السلطة “تكنو محاصصة – وأن يٌستعرض سيرهم المهنية, وإن نعرف ماهية برامجهم الأصلاحية للوزارة المنتقاة لهم ويتم مناقشتها بعلمية وتخصص- وماهي خطوات الأصلاح التي سيتبعونها وتفاصيلها ؟ وكيفية تجاوز أخطاء الماضي من فساد وسوء أدارة وهدر ؟ وكيف سيتم محاسبة من تم أقالتهم, ومعاقبة الفاسدين؟ وكيف ستسترد الأموال المسروقة فساداً؟ وما هي تفاصيل بنود صرف القرض اللي يكسر الظهر من صندوق النقد الدولي, أم ستنتهي بدوامة فساد آخرى … لكي نطمئن قليلاً على مسيرة الأصلاحات المتعطلة … أم لا يحق لنا الأطمئنان.
هذا هو المعنى الحقيقي للأصلاح .. الذي ننشهده كجمهور عراقي بعد سنوات عجاف هٌدرت فساداً ونهباً.. من قبل أحزاب وسماسرة تلاقفوها.
لا إن يكون التغيير خلف أبواب مغلقة, وتفاهة فيديوات النواب المنتفضين وهم يطرقون باب القاعة التي أغلقها النواب المتعاطفين, وصور قناني المياه تتقاذفها هذه وتلك, والنواب مشغولين بأخذ سلفي وفيديوات مثيرة , وذاك يصور أبتسامته الصفراء و على عناد أبو فلان, وكلاب الحراسة تصول وتجول, والحمايات تتراكض أمام لهاث كاميرة تلفون السيد النائب, وجوقة موسيقية تعزف معزوفة العشق الممنوع على طاولة مقرر البرلمان, وذاك الذي يهدد بأقتحام المتظاهرين التابعين القابعين دون هدى على أبواب الخضراء, لتصحو بغداد على جمعة تستباح فيها حرمات وهيبة كراسي النواب وبالأخص كرسي الرئيس, بل وقنفته .. لتليها جمعة تغص فيه قاعة أجتماعات رئاسة الوزراء بالمجتمعين مكتملة النصاب من المتظاهرين الذي كسروا أطواق المنطقة الخضراء التي لم ينتهي العمل على أعادة تحصينها من الجمعة السابقة, لتشهد بغداد حضر للتجوال مبكر وأستعراض قوات عسكرية كان أجدر أن يكون مكانها ضمن صفوف قواتنا الباسلة وهي تقاتل الأرهاب بدل أستهلاكها في معركة المصالح والفاسدين. والأكثر أثارةً يسبقها خلق زوبعة كاذبة بأخراج القنوات الأعلامية ومراسليهم وأفراغ الدائرة الأعلامية فقط في مجلس النواب – ليبدأ فصل جديد للمسرحية الهزيلة من خلال تمثيل فاصل تراجيدي ساخر وأيهام الجميع بخطورة الموقف, و أنذار جيم ودال وحاء وخاء….
وتاليها ضاعت القضية, وصراع بائس الخاسر فيه العراقيين, وضاعت أموال العراق التي هٌربت فساداً وسرقات بين أقدام فوضى الأصلاحات والتغيير ..
لتنتصر نظرية الأصلاح حسب مبدأ “شرب لحميدة بفلسين”.
ويتنهي الفصل المسرحي, ليخرج علينا مقرر مجلس النواب ويبتسم ويقول “فاصل ونعاود” ..