خطوات أستيراتيجية لمعالجة عدد من القضايا والآزمات التي واجهتها الحكومة الحالية وما يتوقع أستمرارها للحكومة المرتقبة

ماذا تحتاج الحكومة الحالية أو القادمة كأستيراتيجة حل للأزمات المتكررة في بلدنا ..
في مواجهة (الأرهاب, وفصائله, الوضع السياسي القلق والمتأزم بأستمرار, قضية الشركاء الفرقاء):-
نحن ندرك بأن واقع الحال والمشاكل التي تعرض ويتعرض لها البلد هي عبارة عن عٌقد مركبة لجملة من المشاكل وتراكماتها تظهر بشكل آزمات. لا نريد الخوض في غمار أسبابها ومسببيها لأن هذا الموضوع أشبع تحليلاً وتنظيراً في كل مكان وزمان, وأصبحت نقاط الخطاء والخلل مشخصة للجميع.
كذلك ندرك بأن الأزمات التي يمر بها بلدنا (أقتصادية, أمنية, أجتماعية, وغيرها) ترتكز على قاعدة آزمات سياسية يقود ملفها السياسيين بنجاح وينطلقون من آزمة الى أخرى بأعلى درجات التعقيد والشخصنة وسوء الأدارة السياسية وغيرها. لهذا سننتقل بدراستنا لواقع علمي مهني (حقيقي) مدركين لخصوصية واقع الحال في العراق وثنايا الأزمات.
ما يهمنا في ملخص دراستنا هذه هو طرح أستيراتيجية لمعالجة عدد من القضايا والآزمات التي واجهتها الحكومة الحالية, ونحن لسنا ساهين عن إنها كثيرة (نقصد الآزمات) وما يتوقع أستمرارها للحكومة المرتقبة. نركز في هذا الجزء من الدراسة على محورين مهمين للنطلق منهما في دراستنا القادمة لوضع رؤية أستيراتيجية للقضايا الأخرى.
 آزمة الأرهاب ومحاربته والقضاء عليه.
 أدارة الجهد الدبلوماسي الدولية.
من وجهة نظرنا .. هناك مجموعة من الأجراءات التي يجب إن تكون حازمة لخلق أستيراتيجية ثابتة للوصل الى حلول حقيقية لهذه الأزمات المتكررة…
نلخص دراستنا لأستيراتيجية الحل الى ثلاث محاور أساسية:-
الخطوات التي نطرحها في هذه الدراسة وبشكل مقتضب – تحتوي عدد من المحاور المهمة والتي هي أساس لمعظم المشاكل التي تواجهها تعاني منها الحكومة العراقية الحالية وما سيرحل للحكومة المرتقبة. هذه هي ملامح عامة لبناء أستيراتيجية عمل – يمكننا العمل على تفاصيلها وكيفية بنائها وأدارتها.
أولاً: بناء قوات خاصة لمكافحة الأرهاب Counter Terrorism Special Forces
الأرهاب وفصائله هي عبارة عن مجموعات مسلحة متفرقة تعمل بدعم كبير من قبل حواضن لها داخل العراق, كذلك دعم خارجي (تختلف وتتنوع مصادره) بدوافع سياسية من بقايا النظام السابق وغيره وكذلك أجندات أرهابية أكثر عٌقدة وتشعب, هذه المجاميع تعمل بنظام خاص أشبه فيه للمافيات الكبيرة وليست جيش نظامي لكي نواجهها بقوات جيش نظامية وبأعداد كبيرة في كل الأحوال.
أضف لذلك الكثير من (المتصيدين بالماء العكر), يأخذ على وحدات الجيش العراقي على إنها ليست جيش وطني !!
عليه يجب أن يصار الى بناء قوة خاصة لمكافحة الأرهاب – Counter Terrorism Special Forces بتدريب عالي ويجب إن يكون بناء هذه القوة الخاصة بتعاون ودعم دولي وهناك العديد من الدول قادرة ومستعدة لتقديم المساعدة في التدريب وغيرها, ومن الممكن الأستفادة من قرار أميركا بأرسال قوة خاصة كمستشاريين, كذلك الجهد الدولي الداعم لمحاربة الأرهاب, وهذا يتطلب جهد دبلوماسي عالي المستوى في طرح قضية (العراق) ضد الأرهاب وليس فئة أو مكون, وكيفية كسب الدعم الدولي.
مهام هذه القوات الخاصة (لمكافحة الأرهاب):
 تعمل بشكل منفصل وبالتنسيق مع قيادة القوات العراقية المسلحة. مهام هذه القوة الخاصة لمكافحة والقضاء على الأرهاب من خلال عمليات خاصة في مطاردة الفصائل والزمر الأرهابية والبدء بعمليات أصطياد قياداتها وشل حركة الخطوط الداعمة إن كانت داخلية أو أقليمية, مع عمليات خاصة لشن غارات مركزة على حواضنهم وأماكن تواجدهم بشكل سريع وحازم. وهذه هي الأستيراتيجية الأمثل والأكثر فاعلية لمحاربة هذه الفصائل الأرهابية داخل البلد.
 حجم هذه القوة الخاصة (محاربة الأرهاب) يكون بأقل التقديرات هو فرقتين عسكريتين.
 يجب إن يتم أستقطاب بعض القيادات العسكرية (بغض النظر عن أنتمائها العرقي أو المذهبي) المعتدلة والثابتة بولائاتها للبلد.
 لايتم الأستغناء عن خبراء غربيين وغيرهم في تشكيلات هذه القوات (لأعطاءها صفة وشكل دولي مقبول).
 يجب إن تخضع هذه القوة لقيادة موحدة Unified Special Operations Command
 تقسم هذه القوات بأفواج وسرايا عسكرية بتخصصات مختلفة, حرب شوارع, تطهير منشأت, خطف وأغتيال قيادات أرهابية, قسم خاص لأستقطاب التكنلوجيا الحديثة والعالمية في محاربة الأرهاب, قسم أستخباراتي, القسم الأعلامي المتخصص, التنسيق مع القوات المسلحة العراقية.
 يجب إن تدعم هذه القوة بجهد دبلوماسي فاعل في ملاحقة الشخصيات التي تدعم الأرهاب (شخصيات عراقية أو غيرها) والتي تعمل من خارج العراق, وذلك عن طريق ملاحقتهم قضائياً, وسياسياً, ومن خلال الأنتربول. هذا سيشكل ورقة ضغط دبولوماسية كبيرة وفاعلة في تحجيم عمل هذه الشخصيات.
 التعاون والأستفادة والتنسيق مع قوات الجيش العراقي من خلال الدعم والمساندة والعمل على أستيراتيجية مسك الأرض في المناطق التي تشهد صراعات وهجمات أرهابية. بالأضافة الى تأمين الحدود وأحكام السيطرة عليها لقطع خطوط الأمداد والحركة للفصائل الأرهابية وقياداتها.
 هذه الخطوات يجب إن تكون مدعمة بعمليات عسكرية (بدعم دولي) لتنظيم عمليات عسكرية خاصة في قطع أوصال طرق الأمداد بين مناطق تواجد الأرهابيين في العراق والحدود السورية.

ثانياً: أعادة بناء منظومة الجهد الدبلوماسي والأعلامي الدولي.
(Re-Organization and build diplomatic effort and Intentional Media Network (
هناك خلل كبير في الجهد الدبلوماسي الدولي للعراق في كسب الرأي الدولي (عربياً وغربياً), وهذا واضح من خلال تباين آراء وتوجهات الدول المهتمة في الشأن العراقي.. والسبب لأفتقاد العراق لجهد دبلوماسي وطني يرسم صورة واضحة للوضع في العراق ومايجري فيه .. بالحقيقة كل حزب وفئة تمثل نفسها وتنقل صور مضطربة عن واقع العراق, وهذا ما كلف العراق خسارته للجهود الدولية في دعم العراق وهذا ما نحتاجه في هذه المرحلة. عليه يجب إن يصار الى بناء جهد دبلوماسي وطني يسعى بشكل عالي المستوى لكسب الدعم الدولي بشكل جاد وموحد.
خطوات هذا المشروع الدبلوماسي تكون على أساس مايلي:-
 يجب إن يعاد العمل على أختيار الشخصيات (العراقية) التي تمثل البلد دبلوماسياً.
 بناء منظمة دبلوماسية عالية المستوى, تعمل بشكل ممنهج وهادف – من خلال الأستعانة بخبرات دولية وشخصيات عراقية وغير عراقية تمتلك خبرات عالية في بناء “مشروع كسب الرأي العالمي السياسي” – في خطوات مدروسة تهدف لتوصيل وطرح القضايا العراقية بشكل فاعل وتوضيح الصورة للرأي العام “السياسي” , والجهات الرسمية في دول العالم مثل واشنطن, لندن, فرانكفوت, باريس, الصين, روسيا, كندا, أستراليا, اليابان, الأمم المتحدة وغيرها من دول العالم.
 بناء منظومة أعلامية دولية – للتنسيق الأعلامي في دول العالم من خلال بناء شبكات أعلامية في دول وعواصم العالم – محطات أعلامية (راديو, تلفزيون, صحف بأنواعها) في العديد من عواصم العالم المهمة. هذه المحطات الأعلامي تكون باللغة العربية, ولغة الدولة أو العاصمة التي تعمل فيها. يمكن الأستفادة من الكثير من الأعلاميين في المهجر بالأضافة لعدد كبير من الأعلاميين العرب والأجانب.
September 1, 2014
المهندس علي جبار الفريجي
مختص في أدارة موؤسسات الدولة في الآزمات – جامعة هارفارد