(داعش) تقرر ألقاء السلاح

الفصائل الأرهابية (داعش) ومن يعمل تحت أمرتهم .. قررت ألقاء السلاح والكف عن العمليات الأرهابية والتكفيرية, وتحويل “جنس” عملهم من منظمة أرهابية الى منظمة مجتمع مدني تعنى بالطفولة والأمومة, وفتح دورات للتطريز والخياطة – وتقرر كنس وتنظيف وترميم كل آثار التدمير والأرهاب والسرقات, والمساعدة في عودة المسيحيين لقراهم وكذلك بقية الأقليات من الآزيدين والشبك وغيرهم, ودفع التعويضات لكل أهالي ضحايا الأرهاب وتقديم المواساة والأعتذار والتعويضات.
هذه الأنعطافة في المواقف وتغيير مسار عمل هذه المنظمات في قبادة (المجاميع الأرهابية).. هو محصلة ما توصلت له قيادات داعش والفصائل الأرهابية (والثوار) في المناطق الغربية والشمالية من العراق – بعد إن تم أختيار الرئاسات الثلاث وبما ينسجم مع تطلعات الشعب العراقي بكل أطيافه ومرجعياته الشعبية والدينية.
أما الأخوة النجيفي ومسألة تسليمهم وتأمرهم مع العديد من الأطراف على مستقبل الموصل فعزموا النية على أعادة كل الأموال المسروقة والمنهوبة من البنوك وموؤسسات الدولة. وتقديم الأعتذار عن كل الخطابات التحريضية, والكف عن اللقاءات السرية في فنادق عمان وتركيا والسعودية. وتقديم الأعتذار لأهالي الموصل بشكل خاص وللشعب العراقي حكومة وشعباً . وطلب السماح وما حدث “ليس ألا طيش شباب”.
أضف الى ذالك المواقف النبيلة التي ستتصدر عناوين الصحف المحلية والعالمية, من الأخوة في المناطق الغربية وقياداتهم الحزبية التي كانت تثير خطابات لاتنسجم مع سياسة الدولة في الأمس ورفضهم للمكونات الأخرى العراقية – فقد قررت بعد أجتماعهم في أحدى فنادق العاصمة عمان تلبية للدعوة التي قدمها “طارق الهاشمي” برعاية سعودية وقطرية وتركية – الكف عن الأدعائات المزيفة والتحريض الدولي والمحلي على مسألة “التهميش والأقصاء” وأعتبار ماحصل فقط “زلة لسان” – وكانت ساعة شيطانية (الله يلعن الشيطان). والعودة للعمل ضمن صفوف المجتمع العراقي الواحد الموحد والعمل سوية مع الأخوة الشيعة والكرد من دون أي حساسية أو طائفية أو تشنج أو مؤامرات. كما تقرر في هذا ألأجتماع الأتفاق وبشكل نهائي توجيه كل الفصائل المسلحة (الثوار) بألقاء السلاح وتسليمه للدولة (برئاساتها الثلاث الجديدة) .. وتحويل عمل هذه الفصائل المسلحة في الأمس الى منظمات تعنى باليتامي والأرامل والمعوقين من جراء التفجيرات الأرهابية والقتل التي قامت بها هذه الفصائل والمجاميع (الأرهابية) عفواً نقصد (الثوار)… وأنتهى الأجتماع وكل المجتمعون يقولون (الله يلعن الشيطان) …
أما الأخوة الكرد في أقليم كردستان العراق, فقد تقرر بعد هذا الأنفراج في المواقف وأختيار الرئاسات الثلاث بنجاح ولله الحمد .. الجلوس على طاولة مع حكومة بغداد وأبداء نيتها في تسوية كل الحسابات العالقة من تصدير النفط وعدم تسليم حصص الدولة العراقية للسنوات منذ عام 2005 لحد الأن وبآثر رجعي والبالغة أكثر من 4 مليار دولار. وتقديراً لهذا الموقف وصحوة الضمير ستقرر الحكومة العراقية الجديدة رفع نسبة الأقليم من الموازنة بمعدل 20 % سنوياً لتعويض الخسائر المترتبة من العمليات الأرهابية الأخيرة, كذلك تعهد الحكومة والبرلمان بأن ما فات قد فات وأحنا ولد اليوم (والله يعوض) ونحن نواجه نفس المصير (وخلي فلوس النفط بجيبك مو عيب, شنكول للعالم نتعارك على شوية فلوس).
في مسألة الموازنة العراقية لعام 2014 والتي لم ولن تقر لهذا العام … قررت الرئاسات الثلات – وبدعوة من رئاسة الجمهورية – بتقليص كل النفقات السيادية كخطوة أولى للنهوض بالواقع الأقتصادي للبلد – كما تقرر زيادة ساعات العمل وألغاء عطلة الجمعة والسبت لكل موؤسسات الدولة بالأخص الأنتاجية, وذلك لتعويض النقص الحاد في الأنتاج النفطي وغيره من القطاعات منذ الشهر الرابع لهذا العام (فقط – يعني مو منذ سنوات) – وهذه خطوة لأستدارك النقص في الطاقة الأنتاجية النفطية التي كان مخطط لها أن تكون 3.4 مليون برميل بسعر بيع 95 $ لموازنة 2014 … علماً أن الأضطرابات الأخيرة (الله يلعن الشيطان) تسببت في أنخفاض معدل الأنتاج الى النصف تقريباً, أضف لها خسائر العمليات الأرهابية التي تعهد (الخليفة البغدادي, وقطر والسعودية) بجدولة تعويضها للعراق لهذه السنة. بهذا يكون قد أطمئن الشعب العراقي على مصادر لقمة عيشه.
أما فيما يخص الشأن الدولي, فقط رحبت تركيا والسعودية وقطر بالتغيير الجديد وقررت الكف عن دعم المجاميع الأرهابية بالمال والسلاح وسحب كل سيارات 2014 التي كانت تصل للمجاميع الأرهابية. وتقديم الأعتذار الرسمي للعراق شعباً وحكومة .. ولسان حالهم يقول (شلون أنغشينه بالمجاميع الأرهابية, عبالنه صدق رايحين يجاهدون في سبيل الله لنشر الأسلام في أرض العراق والشام ما كنا ندري هذه المجاميع كانت تقتل بالعراقيين الأبرياء) … الله يلعنهم .. ويتقدم الملك السعودي بالأعتذار ويقول “أمسحوها بهذه اللحية”.
كما قررت تركيا حل مسألة المياه وأعطاء حصة العراق كاملة والتي حرمته منه منذ السبعينيات, وكذلك عدم أستغلال المشاكل مع الأقليم فيما يخص تصدير النفط والعمل بشكل جاد وفاعل حسب الأتفاقيات الدولية في أحترام الشأن والسيادة العراقية والأفراج عن 1.4 مليون برميل نفط المعتقلة في خزانات جيهان وتسليم الأموال كاملة للحكومة العراقية. كما تعهدت الجارة تركيا بعدم أيواء الهاربين من العدالة وتسليمهم للسلطات العراقية, والتعاون الأمني والسياسي والتجاري (وكلشي وكلاشي).
أما الأحزاب والكتل الشيعية التي باركت التغيير بما ينسجم مع تفسيراتهم لدعوات المرجعية ومطالب الشعب في التغيير الحقيقي فقد دعت كل الأحزاب والكتل المتشاركة في البرلمان والأتفاق النهائي على: إن (لا) يتقدم أي حزب أو كتلة أو مكون سياسي بمرشح للمناصب الوزارية والرئاسية وغيرها – وأعتماد مبدأ المهنية والكفاءة في أختيار الوزراء والمناصب الخاصة بشكل يخدم المرحلة وما يحتاجه البلد للنهوض الأقتصادي والسياسي والأجتماعي وألغاء مبداء المحاصصة الذي فرضه علينا المحتل. كما باركت كل الكتل السنية والكردية وغيرها هذا التوجه وقد تقدمت هذه الكتل والأحزاب بتعهداتها الخطية (للرئاسات الثلاث) بألتزامها في هذا الأتفاق وسيتم التوقيع على هذا الأتفاق رسمياً في الأجتماع المزمع أنعقاده الأسبوع القادم في قضاء (سنجار).
وعاشوا عيشة سعيدة …
المهندس علي جبار الفريجي
مختص في أدارة موؤسسات الدولة في الأزمات – جامعة هارفارد